فصل: خلافة عثمان بن عفان‏

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


‏{‏فتوحات خلافة عمر رضي الله عنه‏}‏

14212- ‏{‏مسند عمر‏}‏ عن نافع قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب حين أتاه فتح القادسية‏:‏ أعوذ بالله أن يعقبني ‏(‏قال الخطابي‏:‏ الأعقاب‏:‏ أن يبعث الإمام في أثر المقيمين في الثغر جيشا يقيمون مكانهم وينصرف أولئك، فإنه إذا طالت عليهم الغيبة والغربة تضرروا به وأضر ذلك بأهليهم‏.‏ انتهى‏.‏ عون المعبود ‏(‏8/176‏)‏ ب‏)‏ الله بين أظهركم حتى يدركني أولادكم من هؤلاء، قالوا‏:‏ ولم يا أمير المؤمنين‏؟‏ قال‏:‏ ما ظنكم بمكر العربي ودهاء العجمي إذا اجتمعا في رجل‏.‏

‏(‏الدينوري‏)‏‏.‏

14213- ‏{‏مسند عمر‏}‏ عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي العصماء الخثعمي وكان ممن شهد فتح قيسارية قال‏:‏ حاصرها معاوية سبع سنين إلا أشهرا، ثم فتحوها وبعثوا بفتحها إلى عمر بن الخطاب فقام عمر، فنادى ألا إن قيسارية فتحت قسرا‏.‏

‏(‏أبو عبيد‏)‏‏.‏

14214- عن يزيد بن أبي حبيب أن عمر بن الخطاب بعث خالد بن ثابت الفهمي إلى بيت المقدس في جيش وعمر في الجابية فقاتلهم، فأعطوه أن يكون لهم ما أحاط به حصنها على شيء يؤدونه ويكون للمسلمين ما كان خارجا منها، قال خالد‏:‏ قد بايعناكم على هذا، إن رضي به أمير المؤمنين فكتب إلى عمر يخبره بالذي صنع الله له؛ فكتب إليه أن قف على حالك حتى أقدم إليك، فوقف خالد عن قتالهم وقدم عمر مكانه ففتحوا له بيت المقدس على ما بايعهم عليه خالد بن ثابت قال‏:‏ فبيت المقدس يسمى فتح عمر بن الخطاب‏.‏

‏(‏أبو عبيد أيضا‏)‏‏.‏

14215- عن هشام بن عمار قال‏:‏ سمعت جدي عبد الله بن أبي عبد الله يقول‏:‏ لما نزل عمر بن الخطاب بالجابية أرسل رجلا من جديلة إلى بيت المقدس فافتتحه صلحا، ثم جاءه عمر ومعه كعب فقال‏:‏ يا أبا إسحاق أتعرف موضع الصخرة‏؟‏ فقال‏:‏ اذرع من الحائط الذي يلي وادي جهنم كذا وكذا ذراعا، ثم احتفر فإنك تجدها وهي يومئذ مزبلة، فحفروا فظهرت لهم فقال عمر لكعب‏:‏ أين ترى أن نجعل المسجد أو قال القبلة فقال‏:‏ اجعلها خلف الصخرة فتجمع قبلتين قبلة موسى وقبلة محمد صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ ضاهيت اليهودية فبناها في مقدم المسجد‏.‏

‏(‏أبو عبيد أيضا‏)‏‏.‏

14216- عن سعيد بن عبد العزيز قال‏:‏ تسخر ‏(‏تسخر سخره تسخيرا‏:‏ كلفه عملا بلا أجرة، وكذا تسخره‏.‏انتهى‏.‏المختار ‏(‏231‏)‏ ب‏)‏ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنباط ‏(‏أنباط‏:‏ النبط بفتحتين والنبيط قوم ينزلون بالبطائح بين العراقين والجمع أنباط‏.‏ المختار ‏(‏510‏)‏ ب‏)‏ أهل فلسطين في كنس بيت المقدس، وكانت فيه مزبلة عظيمة‏.‏

‏(‏أبو عبيد أيضا‏)‏‏.‏

14217- عن الواقدي عن أشياخه قالوا‏:‏ لما فتح عمر بن الخطاب مدائن كسرى كان فيما بعث إليه كان هلالان، فعلقهما في الكعبة‏.‏

‏(‏الأزرقي‏)‏‏.‏

‏{‏فتح مصر‏}‏

14218- عن عمر بن الخطاب أنه قال لرجل من أهل مصر‏:‏ ليأتينكم أهل الأندلس حتى يقاتلوكم برستم حتى تركض الخيل بالدم الذي بينها ثم يهزم الله‏.‏

‏(‏نعيم بن حماد وابن عبد الحكم في فتوح مصر‏)‏‏.‏

14219- عن عمر بن الخطاب قال‏:‏ تقاتلون برستم يهزمهم الله، ثم تأتيكم الحبشة في العام الثاني‏.‏

‏(‏نعيم‏)‏‏.‏

14220- عن زيد بن أسلم قال‏:‏ لما أبطأ على عمر بن الخطاب فتح مصر كتب إلى عمرو بن العاص، أما بعد فقد عجبت لإبطائكم عن فتح مصر تقاتلونهم منذ سنين وما ذاك إلا لما أحدثتم وأحببتم من الدنيا ما أحب عدوكم، وإن الله تعالى لا ينصر قوما إلا بصدق نياتهم وقد كنت وجهت إليك أربعة نفر، وأعلمتك أن الرجل منهم مقام ألف رجل على ما أعرف إلا أن يكون غيرهم ما غير غيرهم فإذا أتاك كتابي هذا فاخطب الناس وحضهم على قتال عدوهم، ورغبهم في الصبر والنية وقدم أولئك الأربعة في صدور الناس، وأمر الناس أن يكون لهم صدمة كصدمة رجل واحد وليكن ذلك عند الزوال يوم الجمعة، فإنها ساعة تنزل فيها الرحمة، ووقت الإجابة وليعج الناس إلى الله وليسألوه النصر على عدوهم، فلما أتى عمرو الكتاب جمع الناس وقرأه عليهم، ثم دعا أولئك النفر فقدمهم أمام الناس، وأمر الناس أن يتطهروا ويصلوا ركعتين، ثم يرغبون إلى الله ويسألونه النصر ففتح الله عليهم‏.‏

‏(‏ابن عبد الحكم‏)‏‏.‏

14221- عن عبد الله بن جعفر وعياش بن عباس وغيرهما يزيد بعضهم على بعض أن عمرو بن العاص لما أبطأ عليه فتح مصر كتب إلى عمر بن الخطاب يستمده فأمده عمر بأربعة آلاف رجل على كل ألف رجل منهم رجل وكتب إليه عمر بن الخطاب أني قد أمددتك بأربعة آلاف رجل على كل ألف رجل منهم مقام الألف‏:‏ الزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود بن عمرو، وعبادة بن الصامت، ومسلمة بن مخلد، واعلم أن معك اثنى عشر ألف رجل، ولا يغلب اثنا عشر ألفا من قلة‏.‏

‏(‏ابن عبد الحكم‏)‏‏.‏

14222- عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أن عمرو بن العاص فتح مصر بغير عهد ولا عقد، وأن عمر بن الخطاب حبس درها ‏(‏درها‏:‏ اللبن وغيره درا من بابي ضرب وقتل كثر وشاة دار بغير هاء ودرور أيضا وشياه درار مثل كافر وكفار وأدره صاحبه استخرجه واستدر الشاة إذا حلبها والدر اللبن تسمية بالمصدر‏.‏انتهى‏.‏المصباح المنير ‏(‏1/260‏)‏ ب‏)‏ وصرها ‏(‏وصرها‏:‏ يقال صر يصر من باب ضرب صريرا والصرار وزان كتاب خرقة تشد على أطباء الناقة ‏"‏ أطباء جمع طبى بالكسر والضم حلمة الضرع‏"‏ لئلا يرتضعها فصيلها، وصررتها بالصرار من باب قتل وصررتها أيضا تركت حلابها‏.‏ المصباح المنير ‏(‏1/461‏)‏ ب‏)‏ أن يخرج منه شيء نظرا للإسلام وأهله‏.‏

‏(‏ابن عبد الحكم‏)‏‏.‏

14223- عن زيد بن أسلم قال‏:‏ كان تابوت لعمر بن الخطاب فيه كل عهد بينه وبين أحد ممن عاهده فلم يوجد فيه لأهل مصر عهد‏.‏

‏(‏ابن عبد الحكم‏)‏‏.‏

14224- عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن عمرو بن العاص كتب إلى عمر بن الخطاب في رهبان يترهبون بمصر فيموت أحدهم وليس له وارث فكتب إليه عمر، أن من كان منهم له عقب فادفع ميراثه إلى عقبه، ومن لم يكن له عقب فاجعل ماله في بيت مال المسلمين فإن ولاءه للمسلمين‏.‏

‏(‏ابن عبد الحكم‏)‏‏.‏

14225- عن ابن شهاب قال‏:‏ كان فتح مصر بعضها عهدا وذمة وبعضها عنوة فجعلها عمر بن الخطاب جميعا ذمة وحملهم على ذلك فمضى ذلك فيهم إلى اليوم‏.‏

‏(‏ابن عبد الحكم‏)‏‏.‏

14226- عن الليث بن سعد قال‏:‏ لم يبلغنا أن عمر بن الخطاب أقطع أحدا من الناس شيئا من أرض مصر إلا ابن سندر فإنه أقطعه أرض منية الأصبغ فلم تزل له حتى مات‏.‏

‏(‏ابن عبد الحكم‏)‏‏.‏

14227- عن الليث بن سعد قال‏:‏ سأل المقوقس عمرو بن العاص أن يبيعه سفح المقطم بسبعين ألف دينار، فعجب عمرو من ذلك وقال‏:‏ أكتب في ذلك إلى أمير المؤمنين، فكتب بذلك إلى عمر فكتب إليه عمر سله لم أعطاك به ما أعطاك وهي لا تزرع ولا يستنبط بها ماء ولا ينتفع بها‏؟‏ فسأله، فقال‏:‏ إنا لنجد صفتها في الكتب أن فيها غراس الجنة، فكتب بذلك إلى عمر، فكتب إليه عمر إنا لا نعلم غراس الجنة إلا للمؤمنين فاقبر فيها من مات قبلك من المسلمين ولا تبعه بشيء‏.‏

‏(‏ابن عبد الحكم‏)‏‏.‏

14228- عن ابن لهيعة أن المقوقس قال لعمرو‏:‏ إنا لنجد في كتابنا أن ما بين هذا الجبل وحيث نزلتم ينبت فيه شجر الجنة، فكتب بقوله إلى عمر بن الخطاب فقال‏:‏ صدق فاجعلها مقبرة للمسلمين‏.‏

‏(‏ابن عبد الحكم‏)‏‏.‏

‏{‏فتح الإسكندرية‏}‏

14229- عن يزيد بن أبي حبيب قال‏:‏ أقام عمرو بن العاص محاصر الإسكندرية أشهرا، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب قال‏:‏ ما أبطأوا فتحها إلا لما أحدثوا‏.‏

‏(‏ابن عبد الحكم‏)‏‏.‏

14230- عن جنادة بن أبي أمية أن عمرو بن العاص كتب إلى عمر بن الخطاب أن الله قد فتح علينا الإسكندرية عنوة ‏(‏عنوة‏:‏ أي قهرا وغلبة، وهي من عنا يعنو إذا ذل وخضع‏.‏ والعنوة‏:‏ المرة الواحدة منه، كأن المأخوذ بها يخضع ويذل‏.‏ النهاية ‏(‏3/315‏)‏ ب‏)‏ بغير عقد ولا عهد، فكتب إليه عمر يقبح رأيه ويأمره أن لا يجاورها‏.‏

‏(‏ابن عبد الحكم‏)‏‏.‏

14231- عن حسين ين شفي بن عبيد قال‏:‏ لما فتحت الإسكندرية اختلف الناس على عمرو في قسمها فقال عمرو‏:‏ لا أقدر على قسمها حتى أكتب إلى أمير المؤمنين، فكتب إليه يعلمه بفتحها وشأنها، ويعلم أن المسلمين طلبوا قسمها فكتب إليه عمر لا تقسمها وذرهم يكون خراجها فيئا للمسلمين وقوة لهم على جهاد عدوهم، فأقرها عمرو وأحصى أهلها وفرض عليهم الخراج‏.‏

‏(‏ابن عبد الحكم‏)‏‏.‏

14232- عن يزيد بن أبي حبيب أن عمرو بن العاص لما فتح الإسكندرية ورأى بيوتها وبناءها مفروغا منها هم أن يسكنها وقال‏:‏ مساكن قد كسبناها فكتب إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في ذلك، قال عمر للرسول‏:‏ هل يحول بيني وبين المسلمين ماء‏؟‏ قال‏:‏ نعم يا أمير المؤمنين إذا جرى النيل فكتب عمر إلى عمرو أني لا أحب أن تنزل المسلمين منزلا يحول الماء بيني وبينهم في شتاء ولا صيف فتحول عمرو بن العاص من الإسكندرية إلى الفسطاط‏.‏

‏(‏ابن عبد الحكم‏)‏‏.‏

14233- عن يزيد بن أبي حبيب أن عمر بن الخطاب كتب إلى سعد بن أبي وقاص وهو نازل بمدائن كسرى وإلى عامله بالبصرة وإلى عمرو بن العاص وهو نازل بالإسكندرية أن لا تجعلوا بيني وبينكم ماء متى أردت أن أرحل إليكم راحلتي أقدم عليكم قدمت، فتحول سعد بن أبي وقاص من مدائن كسرى إلى الكوفة وتحول صاحب البصرة من المكان الذي كان فيه فنزل البصرة وتحول عمرو بن العاص من الإسكندرية إلى الفسطاط‏.‏

‏(‏ابن عبد الحكم‏)‏‏.‏

14234- عن أبي تميم الجيشاني قال‏:‏ كتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب أن الله تعالى فتح علينا طرابلس وليس بينها وبين إفريقية إلا تسعة أيام فإن رأى أمير المؤمنين أن نغزوها‏؟‏ فكتب إليه عمر لا إنها ليست بإفريقية، ولكنها المفرقة غادرة مغدور بها لا يغزوها أحد ما بقيت‏.‏

‏(‏ابن سعد وابن عبد الحكم‏)‏‏.‏

14235- عن مرة بن يشرح المعافري قال‏:‏ سمعت عمر بن الخطاب يقول لأفريقية المفرقة ثلاث مرات لا أوجه إليها أحد ما مقلت ‏(‏مقلت‏:‏ يقال‏:‏ مقلت الشيء أمقله مقلا، إذا غمسته في الماء ونحوه‏.‏انتهى‏.‏النهاية ‏(‏4/347‏)‏‏.‏ ب‏)‏ عيني الماء‏.‏

‏(‏ابن عبد الحكم‏)‏‏.‏

14236- عن مسعود بن الأسود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بايع تحت الشجرة أنه استأذن عمر بن الخطاب في غزو إفريقية فقال عمر‏:‏ لا إن إفريقية غادرة مغدور بها‏.‏

‏(‏ابن عبد الحكم‏)‏‏.‏

14237- عن السائب بن الأقرع قال‏:‏ زحف للمسلمين زحف لم يزحف لهم مثله فجاء الخبر إلى عمر فجمع المسلمين فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ تكلموا وأوجزوا ولا تطنبوا، فتفشغ ‏(‏فتفشغ‏:‏ أصله من الظهور والعلو والانتشار، يقال‏:‏ تفشغ، أي‏:‏ فشا وانتشر‏.‏ النهاية ‏(‏4/448‏)‏ ب‏)‏ بنا الأمور فلا ندري بأيها نأخذ ثم أخبرهم به ثم قام طلحة فتكلم ثم قام الزبير فتكلم، ثم قام عثمان فذكر كلامه في حديث طويل، ثم قام علي فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين إن القوم إنما جاؤوا بعبادة الأوثان وإن الله أشد تغييرا لما أنكروا، وإني أرى أن تكتب إلى أهل الكوفة فيسير ثلثاهم ويبقى ثلث في ذراريهم وحفظ جزيتهم وتبعث إلى أهل البصرة فيوروا ببعث، فقال‏:‏ أشيروا علي من استعمل عليهم‏؟‏ فقالوا‏:‏ يا أمير المؤمنين أنت أفضل منا رأيا وأعلمنا بأهلك فقال‏:‏ لأستعملن عليهم رجلا يكون لأول أسنة يلقاها، اذهب بكتابي هذا يا سائب بن الأقرع إلى النعمان بن مقرن، قال‏:‏ فأمره بمثل الذي أشار به علي، قال‏:‏ فإن قتل النعمان فحذيفة بن اليمان، فإن قتل حذيفة فجرير بن عبد الله، فإن قتل ذلك الجيش فلا أرينك وأنت على ما أصابوا من غنيمة فلا ترفعن إلي باطلا ولا تحبسن عن أحد حقا هو له، قال السائب‏:‏ فانطلقت بكتاب عمر إلى النعمان فسار بثلثي أهل الكوفة وبعث إلى أهل البصرة، ثم سار بهم حتى التقوا بنهاوند، فذكر وقعة نهاوند بطولها، قال‏:‏ فحملوا فكان النعمان أول مقتول وأخذ حذيفة الراية ففتح الله عليهم، قال السائب‏:‏ فجمعت تلك الغنائم فقسمتها بينهم، ثم أتاني ذو العيينتين فقال‏:‏ إن كنز النخيرجان ‏(‏النخيرجان‏:‏ هو في الأصل اسم خازن كان لكسرى وهو اسم ناحية من نواحي قهستان ولعلها سميت باسم ذلك الخازن أو غيره‏.‏ معجم البلدان لياقوت الحموي ‏(‏8/276‏)‏‏)‏ في القلعة‏.‏

قال‏:‏ فصعدت فإذا أنا بسفطين من جوهر لم أر مثلهما قط، قال‏:‏ فلم أرهما من الغنيمة فأقسمها بينهم ولم أحرزهما بجزية أو قال‏:‏ احرزهما شك أبو عبيد، ثم أقبلت إلى عمر وقد راث ‏(‏راث‏:‏ راث على خبرك يريث ريثا، أي أبطأ‏.‏انتهى‏.‏الصحاح للجوهري ‏(‏4/309‏)‏ ب‏)‏ عليه الخبر وهو يتطوف المدينة، ويسأل فلما رآني قال‏:‏ ويلك يا ابن مليكة ما وراءك‏؟‏ قلت‏:‏ يا أمير المؤمنين الذي تحب ثم ذكر وقعتهم ومقتل النعمان، وفتح الله عليهم، وذكر شأن السفطين، فقال‏:‏ اذهب بهما فبعهما إن جاءا بدرهم أو أقل من ذلك أو أكثر ثم اقسمه بينهم، قال‏:‏ فأقبلت بهما إلى الكوفة، فأتاني شاب من قريش يقال له‏:‏ عمر بن حريث، فاشتراهما بأعطية الذرية والمقاتلة، ثم انطلق بأحدهما غلى الحيرة، وباعه بما اشتراهما به مني فكان أول لهوة مال اتخذه‏.‏

‏(‏أبو عبيد في الأموال‏)‏ ‏(‏أبو عبيد‏:‏ هو القاسم بن سلام البغدادي اللغوي الحافظ الحجة الفقيه صاحب المصنفات الكثيرة في القرآن والفقه والشعر توفي بمكة سنة 224 ه وله كتاب الناسخ والمنسوخ وكتاب الأموال له يقع في مجلد ضخم طبع في مصر سنة 1969 م‏.‏

تذكرة الحفاظ للذهبي ‏(‏2/417‏)‏‏.‏

ولقد قابلت الحديث من كتاب الأموال وصححته منه صفحة ‏(‏358‏)‏ باب فصل ما بين الغنيمة والفيء‏.‏ ص‏)‏‏.‏

 خلافة أمير المؤمنين‏{‏ عثمان بن عفان‏}‏ رضي الله تعالى عنه

اعلم رحمك الله أن بعض ما يتعلق بخلافته وسيرته وأخلاقه وقتله ذكر في كتاب الفضائل من حرف الفاء

14238- ‏{‏مسند الصديق‏}‏ عن الزهري قال‏:‏ لما ولي عثمان عاش اثنتي عشرة سنة أميرا يعمل ست سنين لا ينقم الناس عليه شيئا، وإنه لأحب إلى قريش من عمر بن الخطاب لأن عمر كان شديدا عليهم، فلما وليهم عثمان لان لهم ووصلهم، ثم توانى في أمرهم، واستعمل أقرباءه وأهل بيته في الست الأواخر، وكتب لمروان بخمس مصر وأعطى أقرباءه المال، وقال‏:‏ إن أبا بكر وعمر تركا من ذلك ما هو لهما وإني أخذته فقسمته بين أقربائي‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏3/64‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14239- ‏{‏مسند عمر‏}‏ عن معدان بن أبي طلحة اليعمري أن عمر بن الخطاب قام على المنبر يوم الجمعة فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أبا بكر، ثم قال‏:‏ رأيت رؤيا لا أراها إلا بحضور أجلي، رأيت كأن ديكا نقرني نقرتين أحمر، فقصصتها على أسماء بنت عميس، فقالت‏:‏ يقتلك رجل من العجم، وإن الناس يأمروني أن أستخلف وأن الله عز وجل لم يكن ليضيع دينه وخلافته التي بعث بها نبيه صلى الله عليه وسلم وإن يعجل بي أمر فإن الشورى في هؤلاء الستة الذين مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض عثمان وعلي والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص، فمن بايعتم منهم فاسمعوا له وأطيعوا، وإني أعلم أن أقواما سيطعنون في هذا الأمر بعدي أنا ضربتهم بيدي على الإسلام، فإن فعلوا فأولئك أعداء الله، الكفار الضلال، وإني لم أدع شيئا هو أهم عندي من أمر الكلالة، وايم الله ما أغلظ لي نبي الله صلى الله عليه وسلم في شيء منذ صحبته أشد مما أغلظ لي في شأن الكلالة حتى طعن بأصبعه في صدري وقال‏:‏ تكفيك آية الصيف التي نزلت في آخر سورة النساء، وإني إن أعش فسأقض فيها بقضاء يعلمه من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن، وإني أشهد الله على أمراء الأمصار أني إنما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم ويعدلوا عليهم ويقسموا فيئهم بينهم ويرفعوا إلي مما عمي عليهم، ثم إنكم أيها الناس تأكلون من شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين هذا الثوم والبصل، وايم الله لقد كنت أرى نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما من الرجل يأمر به فيؤخذ بيده فيخرج من المسجد حتى يؤتي به البقيع، فمن أكلهما لا بد فليمتهما طبخا فخطب الناس يوم الجمعة وأصيب يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة‏.‏

‏(‏ط وابن سعد ش حم حب ن والحميدي م وأبو عوانة ع‏)‏، وروى المرفوع منه وهو قصة الكلالة والثوم والبصل ‏(‏ن ه‏)‏ وروى قصة الثوم والبصل‏.‏ ‏(‏العدني وابن خزيمة‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏3/336‏)‏‏.‏ وأخرج الحاكم صدر الحديث كتاب معرفة الصحابة ‏(‏3/90‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14240- عن ابن عمر أنه قال لعمر‏:‏ سمعت الناس يقولون مقالة زعموا أنك غير مستخلف فقال‏:‏ إن الله عز وجل يحفظ دينه وإني إن لا أستخلف فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف وإن استخلف فإن أبا بكر قد استخلف قال‏:‏ فوالله ما هو إلا أن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر فعلمت أنه لم يكن ليعدل برسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أو أنه غير مستخلف‏.‏

‏(‏عب حم والعدني خ م د ت وأبو عوانة حب ك هق‏)‏ ‏(‏رواه مسلم في كتاب الإمارة - باب الاستخلاف وتركه رقم ‏(‏11/12‏)‏ و ‏(‏3/1454‏)‏‏.‏ والترمذي كتاب الفتن باب ما جاء في الخلافة رقم ‏(‏2225‏)‏ وهذا حديث‏:‏ صحيح‏.‏ ص‏)‏‏.‏

14241- عن ابن عمر أن عبد الرحمن بن عوف قال لأصحاب الشورى‏:‏ هل لكم أن أختار لكم وأنقضي منها‏؟‏ فقال علي‏:‏ أنا أول من رضي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك‏:‏ أنت أمين في أهل السماء، أمين في أهل الأرض‏.‏

‏(‏ابن منيع وابن أبي عاصم في السنة ك وأبو نعيم‏)‏ ‏(‏ففي ابن سعد ‏(‏3/134‏)‏ وأتفصى منها‏.‏ ص‏)‏‏.‏

14242- عن عثمان بن عبد الله القرشي‏:‏ حدثنا يوسف بن أسباط عن مخلد الضبي عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن أبي ذر قال‏:‏ لما كان أول يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد وجاء علي ابن أبي طالب فأنشأ يقول‏:‏ إن أحق ما ابتدأ به المبتدؤون، ونطق به الناطقون وتفوه به القائلون؛ حمد الله وثناء عليه بما هو أهله والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ الحمد لله المتفرد بدوام البقاء المتوحد بالملك الذي له الفخر والمجد والسناء، خضعت الآلهة لجلاله يعني الأصنام، وكل ما عبد من دونه، ووجلت القلوب من مخافته، ولا عدل له ولا ند له ولا يشبهه أحد من خلقه، ونشهد له بما شهد لنفسه وأولو العلم من خلقه أن لا إله إلا هو ليست له صفة تنال ولا حد تضرب له فيه الأمثال، المدر صوب ‏(‏المدر‏:‏ الطين المتماسك‏.‏ النهاية ‏(‏4/309‏)‏ ب‏.‏

صوب‏:‏ الصوب نزول المطر، والصيب مثله، وصوبت الفرس، إذا أرسلته في الجرى‏.‏ الصحاح للجوهري ‏(‏1/165‏)‏ ب‏)‏ الغمام ببنان ‏(‏ببنان النطاق‏:‏ البنان‏:‏ الأصابع‏.‏ النهاية ‏(‏1/157‏)‏ ب‏.‏

والنطاق‏:‏ النطق جمع نطاق، وهي أعراض من جبال بعضها فوق بعض أي نواح وأوساط منها شبهت بالنطق التي يشد بها أوساط الناس‏.‏انتهى‏.‏النهاية ‏(‏5/75‏)‏ ب‏)‏ النطاق، ومهطل الرباب ‏(‏الرباب‏:‏ يقال أربت السحابة بهذه البلدة إذا دامت، وأرض مرب‏:‏ لا يزال بها مصر؛ ولذلك سمي السحاب ربابا‏.‏ ويقال‏:‏ الرباب السحاب المتعلق دون السحاب يكون أسود، الواحدة ربابة‏.‏انتهى‏.‏مقاييس اللغة ‏(‏2/382‏)‏ ب‏)‏ بوابل الطل فرش الفيافي ‏(‏الفيافي‏:‏ هي البراري الواسعة، جمع فيفاء‏.‏ النهاية ‏(‏3/485‏)‏ ب‏.‏

الآكام‏:‏ الآكام بالكسر جمع أكمة وهي الرابية، وتجمع الآكام على أكم،والأكم على آكام‏.‏ النهاية ‏(‏1/59‏)‏ ب‏)‏ والآكام، بتشقيق الدمن ‏(‏الدمن‏:‏ الدمن جمع دمنة‏:‏ وهي ما تدمنه الإبل والغنم بأبوالها وأبعارها أي تلبده في مرابضها، فربما نبت فيها النبات الحسن النضير‏.‏انتهى‏.‏النهاية ‏(‏2/134‏)‏ ب‏)‏، وأنيق الزهر وأنواع المتحسن من النبات وشق العيون من جيوب المطر إذ شبعت الدلاء حياة للطير والهوام والوحش وسائر الأنام والأنعام فسبحان من يدان لدينه ولا يدان لغير دينه دين، وسبحان الذي ليس له صفة نفر موجود ولا حد محدود، ونشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده المرتضى ونبيه المصطفى ورسوله المجتبى أرسله الله إلينا كافة والناس أهل عبادة الأوثان وخضوع الضلالة يسفكون دماءهم ويقتلون أولادهم ويحيفون سبيلهم عيشهم الظلم وأمنهم الخوف، وعزهم الذل، فجاء رحمة حتى استنقذنا الله بمحمد صلى الله عليه وسلم من الضلالة وهدانا بمحمد صلى الله عليه وسلم من الجهل ونحن معاشر العرب أضيق الأمم معاشا وأخسهم رياشا ‏(‏رياشا‏:‏ الرياش والريش ما ظهر من اللباس، كاللبس واللباس ويقع الرياش على الخصب والمعاش والمال المستفاد‏.‏ الدر النثير تلخيص النهاية للسيوطي ‏(‏2/126‏)‏‏)‏ جل طعامنا الهبيد يعني شحم الحنظل وجل لباسنا الوبر والجلود مع عبادة الأوثان والنيران وهدانا بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد أن أمكنه الله شعلة النور فأضاء بمحمد صلى الله عليه وسلم مشارق الأرض ومغاربها فقبضه الله إليه فإنا لله وإنا إليه راجعون، ما أجل رزيته وأعظم مصيبته، فالمؤمنون فيهم سواء، مصيبتهم فيه واحدة‏.‏

فقام مقامه أبو بكر الصديق، فوالله يا معشر المهاجرين ما رأيت خليفة أحسن أخذا بقائم السيف يوم الردة من أبي بكر الصديق يومئذ قام مقاما أحيا الله به سنة النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ والله لو منعوني عقالا لأجاهدنهم في الله فسمعت وأطعت لأبي بكر، وعلمت أن ذلك خير لي، فخرج من الدنيا خميصا ‏(‏خميصا‏:‏ يقال رجل خمصان وخميص إذا كان ضامر ‏؟‏‏؟‏ البطن، ولجمع الخميص خماص‏.‏ ‏(‏2/80‏)‏ ب‏)‏، وكيف لا أقول هذا في أبي بكر وأبو بكر ثاني اثنين وكانت ابنته ذات النطاقين يعني أسماء تتنطق بعباءة له وتخالف بين رأسها وما معها يعني رغيفين في نطاقها فتروح بهما إلى محمد صلى الله عليه وسلم وكيف لا أقول هذا، وقد اشترى سبعة ثلاث نسوة وأربعة رجال كلهم أوذي في الله وفي رسول الله، وكان بلال منهم وتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم بماله ومعه يومئذ أربعون ألفا فدفعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهاجر بها إلى طيبة، ثم قام مقامه الفاروق عمر بن الخطاب شمر عن ساقيه وحسر عن ذراعيه لا تأخذه في الله لومة لائم كنا نرى أن السكينة تنطق على لسانه، وكيف لا أقول هذا ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر، فقال هكذا نحيى وهكذا نموت وهكذا نبعث وهكذا ندخل الجنة، وكيف لا أقول هذا في الفاروق والشيطان يفر من حسه فمضى شهيدا رحمة الله عليه، وقد علمتم معشر المهاجرين أنه ما فيكم مثل أبي عبد الله يعني عثمان بن عفان أو ليس قد زوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنتيه، ثم أتاه جبريل فقال حين أوعز إليه وهو في المقبرة‏:‏ يا محمد إن الله يأمر أن تزوج عثمان أختها‏.‏

وكيف لا أقول هذا وقد جهز أبو عبد الله جيش العسرة وهيأ للنبي صلى الله عليه وسلم سخينة ‏(‏سخينة‏:‏ أي طعام حار يتخذ من دقيق وسمن، وقيل‏:‏ دقيق وتمر أغلظ من الحساء وأرق من العصيدة، وكانت قريش تكثر من أكلها فعيرت بها حتى سموا سخينة‏.‏انتهى‏.‏النهاية ‏(‏2/351‏)‏ ب‏)‏ أو نحوها فأقبل بها في صحفة وهي تفور فوضعها تلقاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ كلوا من حافتها ولا تهدوا ذروتها فإن البركة تنزل من فوقها، ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤكل الطعام سخنا جدا فلما أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم السخينة أو نحوها من سمن وعسل وطحين مد رسول الله صلى الله عليه وسلم يده إلى فاطر البرية ثم قال‏:‏ غفر الله لك يا عثمان ما تقدم من ذنبك وما تأخر وما أسررت وما أعلنت، اللهم لا تنس هذا اليوم لعثمان، معشر المهاجرين تعلمون أن بعير أبي جهل ند ‏(‏ند‏:‏ ند البعير يند بالكسر ندا بالفتح وندادا بالكسر وندودا بالضم نفر وذهب على وجهه شاردا‏.‏ المختار ‏(‏517‏)‏ ب‏)‏، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا عمر ائتنا بالبعير، فانطلق البعير إلى عير أبي سفيان، وكان عليه حلقة مزموم بها من ذهب أو فضة وكان عليه جل ‏(‏جل‏:‏ الجل واحد جلال الدواب‏.‏ المختار ‏(‏80‏)‏ ب‏.‏

مدبج‏:‏ هو الذي زينت أطرافه بالديباج‏.‏ النهاية ‏(‏2/97‏)‏ ب‏)‏ مدبج كان لأبي جهل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر‏:‏ ائتنا بالبعير فقال عمر‏:‏ يا رسول الله إن من هناك يعني ملأ قريش من عدي ‏(‏عدى‏:‏ التعدى‏:‏ مجاوزة الشيء إلى غيره، يقال‏:‏ عداه تعدية فتعدى أي تجاوز‏.‏ المختار ‏(‏331‏)‏ ب‏)‏ أقل من ذلك، فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العدد والمادة لعبد مناف فوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان إلى عير أبي سفيان ليأتي بالبعير، فانطلق عثمان على قعوده وكان النبي صلى الله عليه وسلم معجبا به جدا حتى أتى أبا سفيان فقام إليه مبجلا معظما وقد احتبى بملائته، فقال أبو سفيان‏:‏ كيف خلفت ابن عبد الله‏؟‏ فقال له عثمان‏:‏ بين هامات قريش وذروتها وسنام قناعتها يا أبا سفيان هو علم من أعلامها يا أبا سفيان سما محمد صلى الله عليه وسلم شمسا ماطرة وبحارا زاخرة وعيونه هماعة وولاؤه ‏(‏هماعة‏:‏ الهموع بفتح الهاء‏:‏ السائل، وبالضم‏:‏ السيلان‏.‏ وقد همعت عينه، أي دمعت‏.‏ المختار ‏(‏553‏)‏ ب‏.‏

وولاؤه‏:‏ لعل الصواب‏:‏ ولواؤه‏.‏ ب‏)‏ رافعة يا أبا سفيان فلا عري من محمد فخرنا ولا قصم بزوال محمد ظهرنا، فقال أبو سفيان‏:‏ يا أبا عبد الله اكرم بابن عبد الله ذاك الوجه كأنه ورقة مصحف، إني لأرجو أنه يكون خلفا من خلف وجعل أبو سفيان يفحص بيده مرة ويركض الأرض برجله أخرى، ثم دفع البعير إلى عثمان، فقال علي‏:‏ فأي مكرمة أسنى وأفضل من هذه لعثمان حتى مضى أمر الله فيمن أراد، ثم إن أبا سفيان دعا بصحفة كثيرة الإهالة ‏(‏الإهالة‏:‏ كل شيء من الأدهان مما يؤتدم به إهالة‏.‏ النهاية ‏(‏1/84‏)‏ ب‏)‏، ثم دعا بظلمة ‏(‏بظلمة‏:‏ لعله بظليمة، والمظلوم‏:‏ اللبن يشرب قبل أن يبلغ الروب، وكذلك الظليم والظليمة‏.‏ وقد ظلم وطبه ظلما إذا سقى منه قبل أن يروب ويخرج زبده‏.‏ الصحاح للجوهري ‏(‏5/1978‏)‏ ب‏)‏ فقال‏:‏ دونك يا أبا عبد الله، فقال أبو عبد الله‏:‏ قد خلفت النبي صلى الله عليه وسلم على حد لست أقدر أن أطعم فأبطأ أبو عبد الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أبطأ صاحبنا بايعوني، فقال أبو سفيان‏:‏ إن فعلت وطعمت من طعامنا رددنا عليك البعير برمته ‏(‏برمته‏:‏ أصله أن رجلا دفع رجل بعيرا بحبل في عنقه؛ فقيل ذلك لكل من دفع شيئا بجملته‏:‏ ‏"‏دفع إليه الشيء برمته‏"‏‏.‏ المختار ‏(‏205‏)‏ ب‏)‏ فنال أبو عبد الله من طعام أبي سفيان وأقبل عثمان بعد ما بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

ثم قال علي‏:‏ أناشدكم الله إن جبريل نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا محمد لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي فهل تعلمون هذا كان لغيري أناشدكم الله هل تعلمون أن جبريل نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا محمد إن الله يأمرك أن تحب عليا، وتحب من يحبه، فإن الله يحب عليا، ويحب من يحبه قالوا‏:‏ اللهم نعم، قال‏:‏ أناشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ لما أسري بي إلى السماء السابعة رفعت إلى رفارف من نور ثم رفعت إلى حجب من نور فأوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أشياء، فلما رجع من عنده نادى مناد من وراء الحجب يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم نعم الأخ أخوك علي، تعلمون معاشر المهاجرين والأنصار كان هذا‏.‏ فقال عبد الرحمن بن عوف من بينهم‏:‏ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم بهاتين وإلا فصمتا، أتعلمون أن أحدا كان يدخل المسجد جنبا غيري قالوا‏:‏ اللهم لا، هل تعلمون أني كنت إذا قاتلت عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم قاتلت الملائكة عن يساره، قالوا‏:‏ اللهم نعم، فهل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ أنت مني بمنزلة هارون من موسى ألا إنه لانبي بعدي، وهل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان آخى بين الحسن والحسين فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ يا حسن مرتين، فقالت فاطمة‏:‏ يا رسول الله إن الحسين لأصغر منه وأضعف ركنا منه، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ألا ترضين أن أقول أنا‏:‏ هي ‏(‏هي‏:‏ بالفتح وتشديد الياء المكسورة اسم فعل للأمر بمعنى أسرع فيما أنت فيه‏)‏ يا حسن ويقول جبريل‏:‏ هي يا حسين فهل لخلق مثل هذه المنزلة نحن صابرون ليقضي الله أمرا كان مفعولا‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏